كتب / مختار حسنين
انتهى حكم الأسرة الخامسة بوفاة الملك “أوناس ”
وفقا لما ذكره المؤرخ المصرى ” مانيتون السمنودى ”
وكان الملك ” تتى ” هو مؤسس الأسرة السادسة ،
إعتلى عرش مصر عام [ 2345 ] وحتى عام [ 2323]
قبل الميلاد .
قام ببناء هرمه فى ” سقارة ” ، على خمس
درجات ،على مساحة ” 78,8 متر فى 78,8 متر ” ،
بإرتفاع يصل إلى 52 متراً ، ويقع مدخله فى الجانب
الشمالى على مستوى سطح الأرض ، كان مغطى
بحجر كبير ، وتم بناء معبد صغير أمام هذا الحجر لإخفاء
المدخل ،
وتصميم الهرم من الداخل يشبه هرم ” أوناس ” ، ينحدر
منه ممر ضيق يؤدى إلى غرفة صغيرة
توجد بمنتصف الهرم ، ومن الشرق لهذه الغرفة توجد
غرفة أخرى بها ثلاث ثقوب بجدرانها لحفظ الأوانى
الموجودة بها أحشاء الملك ، أما غرفة الدفن الرئيسية
فموقع مدخلها فى الناحية الغربية، حوائطها فى حالة
جيدة ، ونقش على جدران الهرم الداخلية ، المغطاه
بأحجار رملية وأحجار جرانيت كثير من ” متون الأهرام ” .
ولكن محتويات صندوق الأوانى الكانوبية التى يتم فيها
حفظ أعضاء الجسم الداخلية المحنطة قد تم سرقتها ،
والتى كان فى إعتقاد المصرى القديم إستخدامها مرة
أخرى فى الحياه الثانية ، وكذلك تم نهب الأساس
الجنائزى .
ولكن تابوت الملك الموجود منحوت من حجر
“البازلت “، وعثر كذلك فى أحد أهرامات الملكات على
مومياء الملكة ” إبوت الأولى ” داخل تابوت خشبى ، كما
عثر على مسلة مكسورة للملك ” تيتى ” ، واكتشف
جيمس كيبل “تمثال له أثناء حفريات فى عام ” 1906 و 1907 “م فى منطقة سقارة شرق هرمه داخل مقبرة
تحت الأرض ، وهذا التمثال موجود بالمتحف المصرى ،
منحوت من الجرانيت الأحمر ، طول جسمه السليم 74
سنتيمتر ، ولكن لم يتم العثور على الجزء السفلى له
من تحت ركبتيه .
وكما ذكر لنا المؤرخ المصرى ” مانيتون السمنودى ” أنه
اهتم بعبادة ” بتاح ” المقدس فى ” منف ” ، وترك عبادة
المعبود ” رع ” الذى يرمز للشمس مبتعداً عن كهنة
معبده .
إسمه الحورى ، أى المنتمى لحورس وهو ” سحيتب –
تاوى ” ويعنى ” محقق السلام للقطرين ” الوجه البحرى
، والقبلى ، فهو أول ملك استخدم لقب ” من يصلح
القطرين ” ، مما بين هذا اللقب أن مصر كانت تعانى من
بعض الإضطرابات السياسية خلال هذه الفترة بين
الشمال والجنوب إلى أن الملك ” تتى ” أصلح بين
الوجهين ، وأعاد السلام بينهما.
لم يكن الملك ” تتى ” ذو أصل من الدم الملكى ، فأبوه
هو ” شبس – بو- بتاح ” ، وأمه هى ” سششت ” ،
وتزوج ” إيبوت ” إبنة الملك ” ونيس ” طمعاً فى
الوصول إلى العرش ، وزوج إبنته الكبرى من وزيره ”
ميريروكا ” كبير كهنة معبده الجنائزى ، الذى توجد له
مقبرة على شكل مصطبة رائعة فى الفن والجمال ،
تحتفظ بمناظر الحياه اليومية كالصيد ، والرعى ، وحرف
صناعة الذهب ، وجمع الضرائب ، ونقل المحاصيل ،
واللعب التى كان يلعبها الأطفال ، كشد الحبل ، وتقع
هذه المقبرة أمام هرم الملك ” تيتى ” بسقارة .
أنجب الملك ” تيتى ” إبنه ” بيبى الأول ” من زوجته ”
إيبوت الأولى ” ، وأنجب كذلك ثلاثة من البنات لاتعرف
أسماء لأمهاتهم وهن ” شيسيشخت واتتختحور” ، و”
إنتى ” ، و ” نبت أنوبخت سيشيسخت “.
ويذكر أنه أنجب تسعة من البنات من زوجات مختلفات ،
أسماهم جميعاً بإسم والدته ” الملكة ” شيشتى ” .
لم يكتب فى بردية “تورين ” عدد سنوات حكمه ، ولكن
المؤرخ المصرى القديم ” مانيتون السمنودى ” الذى
عاش فى القرن الثالث قبل الميلاد ذكر سنوات حكمه 33 سنة
، مع اختلاف المؤرخين مما جعلهم يرجحوا مدة حكمه
مابين ” 13 و 23 ” سنة .
كان معه عدد كبير يعملون معه من الوزراء وهم ” تياتى
– كاجيمنى – مريروكا – خنوم نتى – نفر سخ إم رع – نفر
سخ إم بتاح – عنخ ماحور – خنتى كاى ” .
وعلى ماذكر ” مانيتون ” تم إغتيال الملك ” تتى ” من
قبل حراسه الذين تمردوا عليه ، والذى جاء بالملك ”
أوسر كا رع ” من بعده ، والذى كان فى فترة من الفترات
وزيراً ل ” تياتى ” وزير الفرعون ” تتى ” فاعتلى إبنه ”
بيبى الأول ” العرش بعد وفاة ” أوسر كا رع ” .
موضح بالصور تمثال نصفى إلى الركبة من الجرانيت
الأحمر للملك ” تتى ” ، وهرمه ، وشخشيخة مكتوب
عليها إسمه ، وتابوته فى غرفة الدفن ، ولوحة من
نصوص الأهرام المذكورة ب”كتاب الموتى “، وإسم هرم
” تتى ” على لوحة جنائزية موجودة بمتحف اللوفر .
[أعزائنا القراء سوف نواصل مع حضراتكم بحلقات عن الشخصيات المصرية القديمة والحديثة لمعرفة رواد وملوك وعظماء أنجبتهم مصر ] .